| كتب محبوب العبدالله |
أكد سفير النمسا المقيم لدى الكويت والمحال إلى دولة قطر ومملكة البحرين الدكتور جورج شتلفريد على تطور علاقات بلاده والكويت في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، خصوصا خلال الاعوام الفائتة.
وقل السفير النمسوي في تصريح خاص لـ«الراي» قبيل مغادرته البلاد بعد انتهاء مهتمه لدى الكويت ان «العلاقات الاقتصادية بين النمسا والكويت وكذلك قطر والبحرين تطورت كثيرا في السنوات الثلاث الاخيرة، حيث شهد التبادل التجاري بين البلدين، الكويت والنمسا، ارتفاعا ملحوظا العام الحالي بنسبة 10 إلى 20 في المئة بالمقارنة مع العام الفائت، وخلال اربع سنوات مضت فإن معدل النمو والتطور يدل على ارتفاع كبير.
واضاف، هذا ليس بجهود السفارة فقط، لان الاقتصاد والعلاقات التجارية بين الدول يرتبط بالحالة المالية والاقتصادية بين منطقة الخليج ومنطقة دول اوروبا وبالذات اسعار النفط بعد ان اصبحت منطقة الخليج اكثر غنى ما حرك التجارة الخارجية وتوسع مجالات الاستثمار لديها وازدياد التبادل التجاري والاستثمار، ويكون دور السفارة في هذه المجالات انها تقوم بتسهيل دور الوفود الزائرة من الجانبين، وهذا ما حدث وقامت به السفارة خلال السنوات الماضية، خصوصا الوفود الزائرة بترتيب من غرفة التجارة النمسوية مع غرفة تجارة وصناعة الكويت، وجهات رسمية مثلت عدة قطاعات اقتصادية وتجارية في النمسا.
وقال «نفس الحالة في التطور والعلاقات الاقتصادية والتجارية مع دولة قطر ومملكة البحرين، خصوصا ان دولة قطر تشهد نهضة وتطورات اقتصادية كبيرة».
وحول العلاقات السياسية قال السفير النمسوي انها «كانت ولاتزال جيدة جدا بين البلدين وتوجد دائما حالة تفاهم وتشاور حول العديد من القضايا المشتركة سياسيا إلى جانب تبادل الزيارات، واخر هذه الزيارات زيارة وزير خارجية النمسا اوسولا بلاسنيك إلى الكويت في عام 2007 وهذه ثالث زيارة لوزير خارجية نمسوي يزور الكويت خلال السنوات الماضية، كما زارت وزيرة الخارجية النسموية دولة قطر ومملكة البحرين وهذه اول مرة يقوم وزير خارجية نمسوي بزيارة هذين البلدين.
وفي هذا العام قام نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح بزيارة الى جمهورية النمسا.
واضاف ان «كل هذه الزيارات كانت على مستوى وزراء الخارجية، كما كانت هناك زيارات اخرى متبادلة بين البلدين على مستوى وزراء ومسؤولين وبالذات وزير النفط الكويتي الذي يزور النمسا لحضور اجتماعات منظمة الاوبك في فيينا، ووفود من وزارة النفط الكويتية».
وزاد «انه في السنة المقبلة 2009 سيقوم رئيس جمهورية النمسا بزيارة إلى الكويت تلبية لدعوة صاحب السمو امير الكويت الشيخ صباح الاحمد، حيث ان الترتيبات جارية للاعداد لهذه الزيارة بين الجهات المختصة.
واشار إلى ان المسؤولين في النمسا في هذه الفترة مشغولون بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي جرت في شهر سبتمبر الفائت والتي سيجري بعدها تشكيل حكومة جديدة، وهذا سيتم مع نهاية العام الحالي.
وحول مجالات الاستثمار بين البلدين، قال هناك مشاريع استثمارية كويتية ومن دول الخليج في النمسا او التي تتم عبر النمسا التي تلعب دور الوسيط او بوابة عبور هذه الاستثمارات إلى مناطق اخرى في دول اوروبا الشرقية الجديدة التي انضمت اخيرا إلى دول الاتحاد الاوروبي، حيث ان مجالات الاستثمار والاسواق في هذه الدول واعدة وفيها مجالات واسعة ونمو كبير، وتأتيها استثمارات من دول اخرى وليس فقط من دول في منطقة الخليج.
واضاف: «بيننا وبين الكويت اتفاقيات في مجال تشجيع وحماية الاستثمار ومنع الازدواج الضريبي وهذه موجودة منذ سنوات مضت».
اما في الجانب الثقافي والعلاقات بين النمسا والكويت فقال: «انها موجودة من قبل ولكنها قويت في السنتين الاخيرتين وتمثلت في زيارة فرق موسيقية كلاسيكية تشارك في برنامج دار الاثار الاسلامية، وكذلك التعاون المستمر مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب وهو تعاون جيد جدا، ولدينا خطط معهم للتعاون اكثر من خلال برامج المجلس ونشاطه الثقافي.
وقال اعترفت النمسا بالاسلام كدين من اواخر القرن التاسع عشر وفي بداية القرن العشرين، وليس هناك علاقة بين مايحدث الان في دول العالم حول الدين الاسلامي من تطورات ومواقف وبين الوجود الديني الاسلامي في النمسا.
كما ان التاريخ يؤكد ويثبت بان البوسنة وهي بلد اسلامي كانت من ضمن الامبراطورية النمسوية، وعدد من النمساويين كسكان كانوا مسلمين، وكان من الطبيعي الاعتراف بهم وبحقوقهم الدينية.
واضاف. انه في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كان هناك مسؤولون من البوسنة ومسلمون في الجيش النمسوي وبرتب عالية، وكانت توجد وحدة في الجيش النمسوي مكونة من المسلمين، وكانوا جزءا من تكوين السكان النمسويين ولا يحسون بالغربة او انهم غير نمسويين ودينهم اسلامي، وهذا يدل على انه لاتوجد دولة اوروبية اخرى عندها مثل هذا الوضع وهذا الارتباط التاريخي مع الدين الاسلامي، ولا توجد دول كثيرة لديها ما هو موجود في النمسا من الاعتراف بالاديان الاخرى، وان يكونوا في حالة اندماج اجتماعي، ومثل هذا يساعدنا على ان تكون لدينا علاقات جيدة مع كل الاديان.
وزاد ان الدين عندنا مثل دول اوروبية اخرى لا يلعب دورا سياسيا، بل له دور اجتماعي، لان النظام الحكومي يؤكد على ان كل شخص حر في دينه وهذا يجعل علاقتنا مع الدول العربية في حالة تفاهم جيدة.
وفي نهاية تصريحه، ابدى السفير النمسوي اسفه لانه سيغادر الكويت ولكنها طبيعة العمل الديبلوماسي كما يقول، خصوصا انه سيحمل معه من الكويت ذكريات طيبة وجميلة، وان جزءا من قلبه ستكون فيه الكويت بشعبها الطيب الذي كوّن معه صدقات كثيرة من خلال المجتمع المفتوح الذي من السهل ان تلتقي بهم ويرحبون بك بحرارة ويستضيفونك بكرم عربي اصيل.
وقال: «لابد ستكون لي عودة الى الكـــــــويت مــــــن خلال زيارات شخصية اجدد خلالها اللقاء مع الاصدقاء هــــنا».
موضوع: السفير النمسوي: تلبية لدعوة الأمير سيزور رئيس الجمهورية الكويت في 2009 
السبت نوفمبر 15, 2008 11:18 am
