السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام (الجزء الثاني) شرح الشيخ عبد المحسن بن عبد الله الزامل كتاب الصلاة باب صلاة الجماعة والإمامة دخل في الصلاة قبل الصف ثم دخل فيه الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين. ..أما بعد..
فيقول الإمام الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: وعن أبي بكرة -رضي الله عنه- أنه انتهى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو راكع فركع قبل أن يصل إلى الصف فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: زادك الله حرصًا ولا تعد رواه البخاري. وزاد أبو داود: فركع دون الصف ثم مشى إلى الصف . هذا الحديث فيه فوائد:-
منها أن من جاء إلى المسجد والإمام راكع فيشرع له عدم الإسراع كما سيأتي في حديث أبي هريرة. في معناه حديث أبي قتادة، فيمشي وعليه السكينة والوقار؛ لأنه إذا أسرع بما حفزه النفس، فقد لا يحضر في صلاته تمام الحضور؛ ولهذا يشرع له عدم الإسراع. ومنها أن من جاء إلى المسجد ووجد الإمام على حال -كما سيأتي- فإنه يصنع كما يصنع؛ ولهذا ركع دون الصـف حتى يدرك الركعة.
فيه دلالة أيضًا: أن الركعة تدرك بالركوع؛ ولهذا قال: فركع قبل أن يصل إلى الصف دلالة على أنه لا بأس أن يركع الإنسان قبل أن يصل إلى الصف، فلو جئت والإمام راكع فلا بأس أن تركع قبل أن تصل إلى الصف وتمشي وأنت راكع، هذا ظاهر الحديث هذا، لم ينكر -عليه الصلاة والسلام- فيما يظهر … لم ينكر عليه هذا الفعل،
إنما أنكر عليه العدو الإسراع، ولهذا في الرواية الثانية عند أحمد: أنه جاء يحظر يعني أنه يسرع فأنكر عليه الإسراع وأمره ألا يسرع قال: لم تعد إلى الإسراع، زادك الله حرصًا فمشى إلى الصف.
ويشهد له أيضًا ما جاء عن عبد الله بن الزبير أنه. قال: إذا جاء أحدكم والإمام راكع فليدب راكعًا ثم ليمشِ، حتى يصل إلى الصف فإن ذلك السنة أو من السنة وجاء معناه عن زيد بن ثابت وعن أبي بكر الصديق -رضي الله عنهم.
في هذه الأخبار وما جاء... يدل على أنه لا بأس أن يمشي وهو راكع، وفيه مصلحة؛ لأنه ربما إذا تأخر حال الركوع حتى يصل إلى الصف ربما أنه يرفع قبل أن يصل، ربما أن يرفع من الركوع ويعتدل وأنت قائم،
فإذا ركعت دون الصف... في هذه الحال إذا وصلت تدخل معه في حال الركوع، لكن يشترط أن تصف في الصف قبل أن يقيم صلبه، فإن أقام صلبه قبل أن تدخل في الصف فاتتك الركعة، هذا هو الصواب في هذه المسألة. http://www.taimiah.org/Display.asp?f=blo00253.htm