سيتقرر الثلاثاء في باريس مصير رئيس الاتحاد الدولي لرياضة السيارات "فيا" ماكس موزلي عقب الاجتماع العام الذي سيعقد في العاصمة الفرنسية باريس وذلك على خلفية الفضيحة الجنسية التي تناقلت الصحف والمواقع الالكترونية صورها منذ اذار/مارس الماضي وتركت الرجل امام موقف لا يحسد عليه.
ويبدو واضحا عشية انعقاد المجلس العام ان مختلف الناشطين في عالم رياضة السيارات على انواعها من فرق وسائقين واتحادات وطنية يريدون رؤية البريطاني بعيدا عن رأس الاتحاد الدولي معتبرين انه اساء الى صورتهم لشدة ما بدت صورته بشعة عقب الفضيحة.
وبرز موقف ابرز 17 اتحادا وطنيا (ارتفع عددهم في ما بعد) بعثوا برسالة مشتركة الى موزلي يطالبونه فيها بالتنحي وذلك لكي يخرج بطريقة مشرفة: "نعتقد ان افضل مخرج للاتحاد الدولي ولك لحل هذه المسألة هو تقديم استقالتك. صورة وسمعة "فيا" في حال حرجة والضرر يزداد في كل يوم يستمر فيه الوضع كما هو عليه الان. يبدو مستحيلا ان تعود الامور الى طبيعتها السابقة".
وذيلت الرسالة بتوقيع اتحادات الولايات المتحدة والنمسا وبلجيكا والبرازيل وكندا والدنمارك وفنلندا وفرنسا والمانيا والمجر والهند واسرائيل واليابان واسبانيا والسويد وسويسرا وهولندا.
وفي موازاة هذا التحرك اللافت رفض موزلي الاستقالة مصرا على تمسكه بمنصبه ليخرج مجددا احد اقوى المتواجدين في عالم السيارات وفورمولا واحد تحديدا التي يملك حقوقها التجارية بيرني ايكليستون الذي اضاف صوته الى اولئك المطالبين برحيل مواطنه.
ورغم العلاقة الباردة حاليا بين الرجلين عقب الفضيحة فان ايكليستون اشار الى انه لا يزال يرى في موزلي صديقا ولهذا السبب يريده ان يخرج مرفوع الرأس بعد 15 عاما في رئاسة "فيا".
وقال ايكليستون في تصريح الى صحيفة "ذي دايلي تلغراف" البريطانية: "اخر امر يريد ان يراه اولئك الذين يتعاطون في رياضة السيارات هو رؤية موزلي مجبرا على ترك منصبه. انا شخصيا لا اريد رؤية هذا الامر. كنت صديقا له لمدة 40 سنة لذا ساكون منزعجا لخروجه بهذه الطريقة وخصوصا بعد العمل الكبير الذي قام به للرياضة الميكانيكية".
وكشف ايكليستون انه منذ شيوع الفضيحة المخزية يقف هو تحت ضغوط كبيرة من قبل المستثمرين والرعاة والفرق في فورمولا واحد: "لقد قالوا انه في حال ارتبط شخص من شركتهم بأمر مماثل فانه سيكون خارج مجموعتهم في غضون 24 ساعة. لا يمكنهم التفهم لماذا لم يقدم ماكس على فعل مماثل".
وبدأ موزلي حياته في عالم السرعة كسائق هاو ثم اسس بعدها شركة خاصة لتجهيز السيارات وقد وجدت النجاح في عالم فورمولا واحد ما فتح الباب امامه ليكون في اواخر سبعينيات القرن الماضي المستشار القانوني الرسمي لاتحاد فرق فورمولا واحد المؤسسة التي مثلت الفئة الاولى عالميا.
ولعب موزلي دورا اساسيا في اتفاق ال"كونكورد" الذي ارسى "سلاما" بين اتحاد فرق فورمولا واحد والاتحاد الدولي لرياضة السيارات قبل ان يصبح رئيس "فيا" عام 1993 علما بان ولايته الحالية تنتهي اصلا في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل ويأتي رفضه الاستقالة قبل نهايتها حيث كان يتوقع ان يعلن اعتزاله العمل الاداري.