ما هو اشرف الأسلحه

السيف أشرف الأسلحة
الشعر يخلد أسماءها ويصف الفرسان بها لرفع قدرها




إعداد - صبار العنزي
استخدم الإنسان السيف وارتبط به الوجدان، وتميز كل شعب وفق مفاهيم حضارته بمفاهيم متباينة عن هذه الأداة الحربية التي عرفت منذ العصر الحديدي عندما تعرف على الحديد وطريقة سبكه وطرقه والاستفادة منه للعديد من الأغراض، وهو كما يقول الكاتب مؤيد عبدالزهرة السيف أشرف الأسلحة.. له صدارة البيوت وفخر الأنساب يتوارثه الأبناء عن الأحفاد بزهو وكبرياء عنواناً للشجاعة ورمزاً للأصالة.. تقلده الملوك والقادة والنبلاء مثلما حمله الفرسان.. اليوم يتقدم المواكب للتحية ويشهر إيذانا للاستعراض ويقدم كأثمن الهدايا للزعماء.. ما زال بريقه برغم تقادم الزمن قائماً بيدنا إلى مجد التاريخ وعراقة التراث ويذكرنا بالأبطال الذين أشهروه للحق دفاعاً عن القيم وانتصاراً لهما.
السيف هذا الذي سادت به أمم واندرست فيه أخرى هو جزء من تراثنا.

واستشهد بالسيف ببيت من الشعر لأبي تمام:


السيف أصدق إنباءً من الكتب

في حده الحد بين الجد واللعب


وقد عرف السيف في تاريخ كل الشعوب، وكان يصنع من الحجر أو الخشب أو العظم ثم من النحاس والحديد والبرونز وكان أول من عمل الحديد من العرب (الهالك بن عمرو بن أسد) ولذلك قيل: "لكل حداد في ذلك الزمان هالكي.

وللسيوف العربية عدة أجناس عرفت بها، حسب صناعتها.

أولاً: السيوف العتيقة

وهي السيوف القديمة أو الكريمة وهي خمسة أنواع:

اليمانية: نسبة إلى بلاد اليمن التي كانت تشتهر بصناعة السيوف، ويقال إنها كانت أقطع السيوف وأجودها، ويتفق علماء الفروسية على أن أجود السيوف اليماني ثم القلعي ثم الهندي.

المشرفية: "والسيف المشرفي وهو المنسوب إلى المشارف وهي قرى من أرض العرب تدنو من أرض، وقيل سميت بهذا الاسم لأنها تصنع في مشارف الشام حسبما يرى النويري وربما تكون نسبة إلى إحدى القرى السورية وهي قرية مشرفة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الهندية: وهي السيوف المصنوعة في بلاد الهند وقد روي على لسان أحد الشعراء قوله:

العز والمجد في الهندية القضب

لا في الرسائل والتنميق والخطب

ويقول فارس آخر:

ما نقلنا سيوف الهند نصابه

والحرايب ترى حنا سبايبها

إن السيوف الهندية لا تعد من ضمن السيوف العربية نظراً لكون العرب اهتموا باقتنائهما لجودتها وقوتها.

وهناك السيوف القلعية وهي السيوف التي صنعت في موقع (القلعة) وهو حصن من حصون البادية كما يقول النويري، والسيف الحاري المصنوع في الحيرة والسيوف السريجية، نسبة إلى رجل اختلف فيه هل هو عربي أم رومي وورد: "أن أجود السيوف عند العرب تلك المستوردة من الهند أو المطبوعة باليمن أو مشارف الشام التي كان يطبعها قين رومي اسمه (سريج) ونسبت السيوف إليه فسميت سيوف.

ثانياً: السيوف المولدة:

وهي سيوف محدثة، منها:

الخراسانية وهو ما عمل حديدها وطبع في خراسان، والبصرية وهو ما عمل حديدها وطبع في الشام، والدمشقية، وهي ما عمل حديدها وطبع في دمشق والمصرية وهي ما عمل حديدها وطبع في مصر، والبغدادية وهي ما عمل حديدها وطبع في بغداد، والكوفية وهي ما عمل حديدها وطبع في الكوفة.

ويلاحظ أن كل السيوف التي استخدمت في صدر الإسلام مع بداية تكوين الدولة الإسلامية كانت من السيوف العربية القديمة اليمانية والهندية والمشرفية والسريجية والقلعية، وأن مصادر هذه السيوف تعطي دلالة على تفوق بلاد الهند فكانت السيوف تصدر من الشام شمالاً من اليمن جنوباً ومن بلاد الهند شرقاً، وكان هناك احتكار للصناعة في تلك البلدان، وبالتالي فرضت دقة وجودة صناعها وجودها عند المسلمين الأوائل وافتخروا بها وبوجودها عندهم.


أشهر السيوف

عرف السيف عند العرب كأداة أساسية للدفاع عن النفس والقتال وحمل أسماء كثيرة كالحسام والصمصام والمهند والصارم والفيصل والبتار. والسيف يثير في لواعجنا نحن أبناء البادية ألف معنى ومعنى فهو إرث الفروسية والنبل والقيم، وأكبر مثير للذكريات والانتصارات وأحاديث الحسان والفرسان، فما أن نذكره حتى يتبادر إلى الذهن عنترة بن شداد:

ولقد ذكرتك والرماح نواهل

مني وبيض الهند تقطر من دمي

فوددت تقبيل السيوف لأنها

لمعت كبارق ثغرك المتبسم

بينما يرى أبو نواس كما تقول الكاتبة سلطانة أحمد أن سحر عين المحبوبة أشد فتكاً من ضربات السيوف البتارة:

كل السيوف قواطع إن جردت

وحسام لحظك قاطع في غمده

ويوافقه هذه المقولة شاعر شعبي يعيش بيننا ويدرك بحسه شفافية العشق والهوى ولواعجه فيقول:

الموت ما هو طعنت السيف والرمح

الموت عينك يوم ترخي هدبها

ومن أيام العرب وذكرياتهم أنه في سنة 450م ثارت قبائل معد بقيادة كليب بن وائل واستطاعت التخلص من حكم اليمن في يوم خزار. وكان هذا اليوم أعظم أيام العرب المشهورة في الجاهلية فقد انتصرت معد على قبائل اليمن ولم تزل لها المنعة حتى ظهور الإسلام وفيها قال السفاح التغلبي:

ضللنا من السهاد وكنا لولا

سهاد القوم احسب هاديات

فكنا في الصباح على جذام

ولخم بالسيوف مشهرات

ومن أيام العرب المشهودة أيضاً يوم ذي قار حين طلب كسرى الفرس هند بنت النعمان بن المنذر من أبيها الزواج فرفض فجند كسرى الجنود وفتك بالنعمان وهربت هند إلى بوادي العرب فأجاروها وتجمعت القبائل العربية ورأس القوم عمرو بن ثعلبة حين أجارت أخته هند فجمع كسرى جيشا كبيرا ودارت المعركة المشهورة والتي كانت للعرب كلمتها فيها فأنشدت هند:

حافظ على الحسب النفيس الأرفع

بمدججين مع الرماح الشرع

وصوام هندية مصقولة

بسواعد موصولة لم تمنع

كما قال الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد في معلقته وهو يترجم أروع بيت سمعته في العتاب واللوم:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة

على المرء من وقع الحسام المهند

وتفاخر شعراء المعلقات بالنسب والحب والشجاعة والكرم وذكروا أسماء وصفات السيوف في معلقاتهم كما هم الشعراء المعاصرون ذكروا في أشعارهم وقصائدهم أسماء وقطع السيوف.

وفي فترة الدولة العباسية وأوج عظمتها وقوتها في أيام المعتصم العباسي في واقعة فتح عمورية، وحينما حذره بعض المنجمين بنتائج الحرب العكسية، إلا أنه لم يأخذ برأيهم وأخذ باستغاثة امرأة حينما صرخت وامعتصماه يقول أبو تمام:

السيف أصدق إنباء من الكتب

في حده الحد بين الجد واللعب

بيض الصفائح لا سود الصحائف

في متونهن جلاء الشك والريب

ويقول الإمام تركي بن عبدالله بن سعود:

أن سايلو عني مخالي تسرا

قبقب أشراع العز لو كنت داري

اليوم كل من عميله تبرا

وحطيت الاجرب لي عميل أمباري

ويشبه الشعراء الرجال الأفذاذ والأبطال بالسيوف، وهاهو الشاعر مطلق البادي في قصيدة قالها في المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز:

أمره على المقرن جليل

في كلمته لا قالها

سيوف تعدل من يميل

كل يهاب اظلالها

شيالة الحمل الثقيل

من مال حمله جالها


وسلامتكم..

تسلم اخوي مغرم الرومانسيه على الموضوع وننتظر جديدك

مشكور على مرورك الطيب

تسلم اخوي مغرم الرومانسيه على الموضوع

مشكور على مرورك المميز يالولهان

تسلم اخوي مغرم ع الموضوع

تسلم على المرور