أعلم تماما و أنا أخط كلماتي في كتابة هذا الموضوع كم الإنتقادات التي سأتعرض لها و ستبدأ السنفونيات و الموشحات الاندلسية بالهطول على مسامعي من أنني لا أؤمن بالحب و أني معقد نفسي و غير حضاري و صاحب فكر طائفي و لا أحب الأعياد و الأفراح، لكن كل هذا لا يعنيني بشيئ ما دمت أؤمن بكل حرف أكتبه و كل فكرة تنبت بين سطوري و على أسطح أوراقي، فطريق الحق لم يكن يوما مفروشا بالورود.
خالف الله و رسوله كل من إحتفل بعيد الحب سواء كان بلباس يلبسه أو هدية يهديها أو أي من مظاهر الإحتفال به، كما خالف الله و رسوله كل من باع أي شيئ يتعلق بعيد الحب من الهدايا الحمراء و الورود و الدببة و كل من سهل مظاهر الإحتفال بهذا العيد.
بداية جيدة ستزيد من غضب هؤلاء الذين ختم الله على أسماعهم و أبصارهم غشاوة فأصبحوا يقلّدون الغرب في كل شيئ حتى في رزيلتهم و عهرهم.
لنعود إلى صلب الموضوع و لنتحدث في لمحة تاريخية عن عيد الحب من أين أتى و ما حكايته:
بدأت القصة عندما كان يحتفل الروم في يوم 14 شباط بعيد آلهة الخصوبة، و في هذا اليوم كان الرجال يضاجعون ما يصادفونه من نساء تباركا بآلهة الخصوبة، و كانت المنكرات تمطر من جنابتهم كزخات المطر، و لإنتشار الجنس بين صفوف الرجال منع ملك الروم القسيسين من تزويج الجنود لأنه لاحظ أن جيشه ما عاد إنتصر في أي معركة خاضها، فاضطروا القساوسة من تنفيذ اوامر الملك خوفا على أرواحهم إلا قسيسس واحد كان يدعى فالانتاين كان يقوم بتزويج الجنود سرا، فعلم الملك بامره فأمر بوضعه في السجن و في هذه الأثناء أحبته بنت السجّان و أصبحت تحضر له ورودا حمراء كعربون محبة و إمتنان لما قام به فعلم الملك بأمرهما فأعدمه و صادف يوم إعدامه 14 شباط فجعل البابا هذا اليوم يوم احتفال بعيد الحب و سميى القسيس بالقديس فالانتاين و من ذلك اليوم و العالم يحتفل بعيد آلهة الخصوبة و القديس فالانتاين.
أكاد أجزم أن 99% من الشباب المسلم الذي يحتفل بعيد الحب لا يعرف حكاية هذا العيد و من أين أتى، و يسارعون إلى الإحتفال بهذا العيد الوثني الذي لم ينزل الله به من سلطان من إرسال رسائل الموبايل للمعايدة في هذا العيد إلى الإحتفال به مع معشوقته و حبيبته فيحل عليه غضب الله و رسوله.
أعترف و أقر بأنني كنت ممن اعمى الله بصيرتهم في السنة الماضية و بانني كنت اعايد أصدقائي بهذا العيد متمنيا لهم كل الحب و الخير، لكن أحمد الله أنه انار بصيرتي هذه السنة متمنيا أن يكون موضوعي هذا سببا ليغفر لي الله و يسامحني.
و للتأكد من حرمانية الإحتفال بهذا العيد أو المشاركة باي مظاهر من مظاهره و للتأكد من أن بيع أي شيئ يتعلق بهذا العيد هو بيع حرام راجعوا المواقع الإسلامية على الإنترنت و المنتديات الإسلامية و المواقع المتخصصة في الفتاوي الدينية.
قد يتساءل سائل و كيف لي أن أقنع خطيبتي او زوجتي في أن إهداء الهدايا في هذا العيد حرام و أن أمتناعي عن إهدائها ليس بخلا او تجاهلا أو نسيانا لحبي لها، و الجواب بسيط جدا، اتبع النصائح التالية و ستنقذ نفسك من غضب زوجتك و مكرها:
أخبرها بأنهم يجعلون للأشياء أعياد لأنهم يفتقدونها طول السنة فيجعلون لها يوما يحتفلون به، لذلك هم يحتفلون بعيد الحب في حين أن حبك لها كل يوم لذلك لا يحتاج إلى عيد، ثم حاول أن تكثر من الهدايا قبل عيد الحب إن لم تقتنع زوجتك أن الهدايا في هذا اليوم أمر مرفوض و عمل يغضب الله و رسوله و يبعدنا عن رضاهم، و ستعجبك النتائج.
يا أحبتي في الله نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله، فكيف و نحن قوم نخاف الله و نؤمن به نحتفل بعيد وثني و نقوم بإهداء هدايا عليها رسومات وثنية مثل كلوبيد صاحب أسهم الحب إلى الورود الحمراء، كيف نحتفل بعيد لم يكون الرسول صلى الله عليه و سلم يحتفل به،كيف نحتفل بأعياد غير إسلامية منشأها و منبتها كفر و عهر و بهتان؟
مصيبتنا هي التقليد الأعمى للغرب في كل ما هو باطل و حرام، يا ليتنا كنا قلّدناهم في تفوقهم العلمي و الحضاري و الثقافي، يا ليتنا كنا قلّدناهم في صدقهم في التعامل و إخلاصهم في العمل، بدل من ان نقلّدهم في ألبستهم العارية و أغانيهم الهابطة، و شذوذهم الجنسي و اللا أخلاقي و أعيادهم الماجنة.
و الله يا أحبتي مهما حاولت ان أطفي القليل من الفكاهة على الموضوع، يبقى في القلب ألف لوعة و غصة لما آل عليه حالنا.
اللهم هل بلّغت اللهم فاشهد.
موضوع: قصة عيد الحب او فالانتاين و تقليد الاعمى للمسلمين 
الخميس مارس 13, 2008 4:59 pm
