وإلى سـرت منا يا سعـود بن راشـد
على حرتن نسـل الجديعـي ضرابـها
سرهـا وتلفـي مـن سبيـع قبيلــة
كرام اللحـا في طوع الأيـدي لبابـها
فـلا بـد مـا نرمـي سبيـع بغـارة
على جرد الأيـدي دروعـها زهابـها
وأنـا زبـون الجـاذيـات مهمــل
إلى عزبـوا ذود المصاليـح جابـها
عليـها مـن أولاد المـهادي غلمـه
اليـا طعنـوا ما ثمنـوا في أعقابـها
محا الله عجوزن من سبيع بن عامـر
مـا علمـت قرانـها فـي شبابـها
لها ولـدن ما حـاش يومـن غنيمـة
سوى كلمتين عجفـة تمـزا وجابـها
يعنونها عسمان الأيـدي عن العضـا
محـا الله دنيا ما خـذينا القضـا بـها
عيـون العـدا كـم نوخـن من قبيلـة
لا قـام بـذاخ إلا جـاعـر يهـابـها
وأنـا أظـن دار شـد عنـها مفـرج
حقيـق يـا دار الخنـا فـي خرابـها
وأنا أظـن دار نـزل فيـها مفـرج
لا بـد ينبـت زعفـرانن تـرابـها
فتـى مـا يظـم المـال إلا وداعـة
و لو يملك الدنيـا جميعـن صخابـها
رحـل جارنـا ما جـاه منـا رزيـة
وإن جتنـا منـه ما جـاه منا عتابـها
وصلوا علـى سيـد البرايـا محمـد
ما لعلـع الجمـري بعالـي هضابـها
كان المهادي يغني على ربابته هذه القصيدة ومفرج يسترق السمع حتى فهم بالضبط ما الذي جعله يقول لجاره إما ارحلوا وإلا رحلنا . . . ولما أتم المهادي قصيدته توجه إلى أهله وعاد مفرج وركب فرسه باتجاه أهله خارج حدود القبيلة
تأكد مفرج أن السبب يكمن في أولاده ولكنهم ثلاثة فأي الثلاثة صاحب الخطيئة , وإلى أين وصلت . . . فلجأ إلى الحيلة وبدأهم واحداً تلو الواحد . . . يقول لهم لما كنا في جيرة المهادي كان لديه ابنه جميلة ولم تتعرضوا لها لو كنت مكانك وفي شبابك لما تركتها خصوصاً وهي بهذا الجمال وأنت بهذا الشباب . . . وأخذ يستدرجهم . . . أما اثنان منهم فلم يجد ورائهما شيئاً وخصوصاً وهما يعرفان ماذا عمل المهادي مع والدهما
أما الصغير منهم فأجابه . . . والله يا والدي لو لم نرحل في ذلك اليوم لأتيتك بخبرها , عرف أنه هو . . . فقال مفرج . . . وهل كان ذلك برضاها !!! فقال ولده لا بل غصباً عنها . . . فقال له وكيف كنت سوف تغتصبها !!! فقال كنت أنتظرها حتى تخرج وحيدة . . . وأتربص لها , ثم أهجم عليها , يد فيها خنجري ويد فيها حبل أربطها بالحبل وأهددها بالخنجر ولن تتكلم حتى أنتهي منها
وما إن انتهى الشاب من قصته حتى قام مفرج مسرعاً وسحب سيفه وقطع رأس ولده وفصله عن جثته التي تركها في مكانها . . . وعاد لأهله بالرأس ووضعه بخرج وأمر أحد أبنائه أن يحمله إلى المهادي ويسلم ويرمي الرأس بحجره ويعود دون كلام
وبالفعل دخل الولد مجلس المهادي وسلم ورمى الرأس في حجره وعاد دون كلام ولحق أهله . . . تعجب المهادي أيضاً لحسن صنيع مفرج فهذه المرة الثانية التي يغلبه فيها . . . فلحق به وأقسم عليه أن يعود وأعاده إلى مكانه السابق وبقيا متجاورين ومتحابين